٥٧٦ - وَعَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ -رضي الله عنه- (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَأَتَى الْقَبْرَ، فَحَثَى عَلَيْهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ، وَهُوَ قَائِمٌ) رَوَاهُ اَلدَّارَقُطْنِيّ.
===
(عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ) أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر الهجرتين، وأول من دفن بالبقيع.
(فَحَثَى) أهاله بيده.
• ما صحة حديث الباب؟
حديث الباب ضعيف جداً، لأن في إسناده القاسم بن عبد الله العُمَري.
قال أحمد: ليس بشيء، وأيضاً في إسناد عاصم بن عبيد الله، قال ابن معين: ضعيف.
فالحديث لا يصح.
• ماذا يفعل بالقبر بعد وضع الميت في اللحد ووضع اللبن عليه؟
إذا فرغ من دفن الميت ومن وضع اللبن أو غيره على اللحد، فإنهم يهيلون التراب عليه، وهذا من تمام الدفن
وفي الحديث عن أنس قال (لما فن النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت فاطمة: يا أنس، أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله التراب). رواه البخاري
وهذا يدل على أن الحاضرين لدفن الميت يردون تراب القبر على القبر بالمساحي والأيدي.
• هل يستحب لكل من حضر دفن الميت أن يحثو التراب على قبره؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أن الحثو على الغير جائز وليس بمستحب.
القول الثاني: يستحب لكل من حضر دفن الميت أن يحثو على قبره ثلاث حثيات بيديه جميعاً.
وهذا مذهب الحنفية وأكثر العلماء.
أ-لحديث الباب. [وسبق أنه ضعيف]
ب-ولحديث أبي هريرة: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى على جنازة، ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قِبل رأسه ثلاثاً) وهذا مختلف فيه: صححه النووي، وابن القطان، والبوصيري، والألباني، وضعفه أبو حاتم، وأبو زرعة.
ج- حديث جعفر بن محمد عن أبيه (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حثى على الميت ثلاث حثيات بيديه جميعاً) رواه الشافعي وهو ضعيف.
د-وجاء عن ابن عباس: (أنه لما دفن زيد بن ثابت حثا عليه التراب ثم قال: هكذا يذهب العلم) أخرجه البيهقي.
وهذا القول هو الراجح. (فالأحاديث الواردة كلها فيها نظر لكن لعل بعضها يقوي بعض).
• هل هناك ذكر يقال عند حثي التراب؟
استحب البعض عند حثُ التراب على الميت أن يقول في الحثية الأولى (منها خلقناكم) وفي الثانية (ومنها نعيدكم) وفي الثالثة (ومنها نخرجكم تارة أخرى) والحديث الوارد في ذلك لا يصح.
وهو حديث أبي أمامة قال (لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القبر، قال -صلى الله عليه وسلم- (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) رواه أحمد والبيهقي.
قال البيهقي: هذا إسناد ضعيف، وضعفه المصنف ابن حجر رحمه الله.