وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل قال: كل امرأة أتزوجها فيه طالق، فقال: ليس بشي، من أجل أن الله يقول:(يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن).
وروى ابن خزيمة عنه أيضاً أنه سئل عن الرجل يقول: إذا تزوجت فلانة فهي طالق، قال: ليس بشيء، إنما الطلاق لمن ملك، قالوا: فابن مسعود قال: إذا وقّت وقتاً فهو كما قال (يعني: أن الطلاق يقع)، قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن لو كان كما قال، لقال الله:(إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن).
قال ابن قدامة: وإذا قال: إن تزوجت فلانة فهي طالق. لم تطلق إن تزوج بها "ثم ذكر ذلك عن الإمام أحمد رحمه الله، ثم قال: "روي هذا عن ابن عباس. وبه قال سعيد بن المسيب، وعطاء، والحسن، وعروة والشافعي وأبو ثور، وابن المنذر. ورواه الترمذي عن علي، وجابر بن عبد الله، وسعيد بن جبير، وعلي بن الحسين، وشريح، وغير واحد من فقهاء التابعين، قال: وهو قول أكثر أهل العلم. (المغني)
وقد اختار الإمام البخاري رحمه الله قول الجمهور، وهو عدم وقوع الطلاق، وذكره عن علي وابن عباس رضي الله عنهما، وجماعة من التابعين.