كرم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي الحديث إشارة إلى اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بالكرم.
قال القسطلاني رحمه الله على قول عمرو بن الحارث في الحديث (ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند موته: درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة) فيه دلالة على أن من ذكر من رقيق النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأخبار كان إمَّا مات وإمَّا أعتقه.
وقال العيني: وقد ذكرنا في تاريخنا الكبير أنه كان له عبيد ما ينيف على ستين، وكانت له عشرون أمة، فهذا يدل على أن منهم من مات في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم من أعتقهم، ولم يبق عبد بعده ولا أمة وهو في الرِّقيّة. (العمدة)
وهذا يدل على كرمه -صلى الله عليه وسلم-: فعن أنس رضي الله عنه قال (ما سُئِل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئا إلا أعطاه، قال: "فجاء رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قومي أسلموا؛ فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة). (وسيأتي كلام عن الكلام إن شاء الله في كتاب الجامع).
الإعداد للجهاد في سبيل الله تعالى، فقد دل الحديث على الإِعداد للجهاد والتأهب له.
قال القسطلاني رحمه الله في شرحه لهذا الحديث (إلا سلاحه) أي الذي أعده لحرب الكفار: كالسيوف.
وقال ابن الأثير: السلاح ما أعددته للحرب من آلة الحديد مما يقاتل به، والسيف وحده يسمى سلاحاً.
أهمية الوقف، فقد دل مفهوم الحديث وما في معناه من الأحاديث الأخرى على أن الوقف له أهمية بالغة؛ ولهذا اعتنى به النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في هذا الحديث (وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة) وقال -صلى الله عليه وسلم-: إذا مات الإِنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
لم يوص النبي -صلى الله عليه وسلم- وصية المال لأحد؛ لأنه لا يورث، وأوصى بأشياء أخرى.
المؤمن يأخذ من الدنيا بقدر ما يعينه على الآخرة، ويقتدي بالرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك.