ومن قبل قال موسى (قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى).
وفي الحديث:(بادروا بالأعمال سبعاً: - هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر) رواه الترمذي.
وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (التُّؤَدةُ في كل شيء إلا في عمل الآخرة) رواه أبو داود.
(إلَّا في عمل الآخرة) أي: لأنَّ في تأخير الخيرات آفات. ورُوِي أنَّ أكثر صياح أهل النَّار مِنْ تسويف العمل.
قال الطِّيبي: وذلك لأنَّ الأمور الدُّنيويَّة لا يعلم عواقبها في ابتدائها أنَّها محمودة العواقب حتى يتعجَّل فيها، أو مذمومة فيتأخر عنها، بخلاف الأمور الأخرويَّة؛ لقوله تعالى (فاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ - وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
فائدة:
تأنَّى نبيُّ الله يوسف -عليه السلام- مِنْ الخروج مِنْ السِّجن حتى يتحقَّق الملك ورعيَّته براءة ساحته، ونزاهة عرضه، وامتنع عن المبادرة إلى الخروج ولم يستعجل في ذلك.