للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والسعي في قضاء حوائج الناس من الشفاعة الحسنة التي أمرنا الله تعالى بها.

فقال (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا).

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قال (كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذَا جَاءَهُ السَّائِلُ، أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ. قال: اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، ويقْضِي الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا شَاء) متفق عليه.

قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم … فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ

وكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ … يرجو نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ

واشْدُدْ يديك بحبلِ اللهِ معتصمًا … فأنّه الرّكنُ إنْ خانتك أركانُ

من كان للخير منّاعًا فليس له … على الحقيقة إخوانٌ وأخْدانُ

من جاد بالمال مالَ النّاسُ قاطبةً … إليه والمالُ للإنسان فتّانُ

قيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. قيل أي الدنيا أحب إليك؟ قال الإفضال على الإخوان. أي التفضل عليهم والقيام بخدمتهم.

وقال وهب بن منبه: إن أحسن الناس عيشاً من حسن عيش الناس في عيشه وإن من ألذ اللذة الإفضال على الإخوان.

وكان خال القسري يقول: على المنبر أيها الناس عليكم بالمعروف فإن فاعل المعروف لا يعدم جوازيه.

قال ابن عباس: إن لله عباداً يستريح الناس إليهم في قضاء حوائجهم وإدخال السرور عليهم أولئك هم الآمنون من عذاب يوم القيامة.

وقال الضحاك في قوله تعالى (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِين) في قصة يوسف عليه السلام كان إحسانه إذا مرض رجل بالسجن قام عليه، وإذا ضاق عليه المكان وسع له إذا احتاج جمع سأل له.

قال عمرو بن العاص: في كل شيء سَرَفٌ إلا في ابتناء المكارم أو اصطناع المعروف، أو إظهار مروءة.

وقد قيل: صنائع المعروف تقي مصارع السوء.

قال ابن عباس: صاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متكئاً.

من آداب قضاء حوائج الناس: الإخلاص في الأعمال وعدم المن بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>