قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما-: لا يتم العمل إلا بثلاث تعجيله وتصغيره وستره، فإنه إذا عجله هنَّأه، وإذا صغَّره عظمه وإذا ستره تممه.
قيل: المنة تهدم الصنيعة.
في الحديث فضل عظيم لمن طلب العلم وهو دخول الجنة، اذكر بعض فضائل طلب العلم؟
لقوله (وَمَنْ سَلَكَ طَريقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقاً إِلَى الجَنَّةِ).
ففيه أن سلوك طريق العلم مؤد إلى الجنة، وهذا الطريق يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي، وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء، ويدخل فيه سلوك الطرق المعنوية إلى حصول العلم، مثل: حفظه، ومدارسته، ومذاكرته، ومطالعته، وكتابته.
وللعلم فضائل كثيرة:
أولاً: أنه من أسباب دخول الجنة.
لحديث الباب.
ثانياً: من أسباب الرفعة.
قال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
ثالثاً: أن الله لم يأمر نبيه بالاستزادة إلا من العلم.
قال تعالى (وقل رب زدني علماً).
قال ابن القيم: وكفى بهذا شرفاً للعلم أن أمر نبيه أن يسأله المزيد منه.
رابعاً: أن الله استشهدهم وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة.
قال تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط).
قال القرطبي: هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن العلماء.
خامساً: أن العلم دليل على الخير.
قال -صلى الله عليه وسلم- (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر: يفقهه: أي يفهمه، ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين _ أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع _ فقد حرم الخير.