كما في قوله -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا).
ويحصل بالخلق الحسن: جوامع الخيرات والبركات.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (البر حسن الخلق).
الخلق الحسن خير من الدنيا وما فيها.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد اللَّه بن عمرو (أربع إذا كن فيك فما عليك ما فاتك من الدنيا: حفظُ أمانةٍ، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة) رواه أحمد.
والخلق الحسن من أعظم الأساليب التي تجذب الناس إلى الإسلام، والهداية، والاستقامة.
ولهذا من تتبَّع سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله وخاصة في دعوته إلى اللَّه تعالى، فأقبل الناس ودخلوا في دين اللَّه أفواجاً بفضل اللَّه تعالى ثم بفضل حسن خلقه -صلى الله عليه وسلم- فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم.
فهذا يُسلم ويقول (واللَّه ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلها إلي).
وذاك يقول (اللَّهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً) تأثر بعفو النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يتركه على تحجيره رحمة اللَّه التي وسعت كل شيء، بل قال له (لقد تحجَّرت واسعاً).
والآخر يقول (فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه).
والرابع يقول (يا قومي أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة).
وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- به.
عن أبي ذر جُنْدُب بنِ جُنادَةَ وأبي عبدِ الرحمانِ معاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنهما، عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ (اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ وَأتْبعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي.
قال ابن رجب رحمه الله: هذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما أفرد بالذكر للحاجة إلى بيانه، فإن كثيراً من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده … إلى أن قال: والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جداً، ولا يقوى عليه إلا الكمل من الأنبياء والصديقين.