للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقهرهم بها، أو مال يستعبدهم به، أو دين ينقادون له به؛ فلما وجدت أبا بكر أفقر قريش وأقلَّهم عشيرة علمت أن الناس ما انقادوا له إِلا بالدين والفضل، فأجمعت الأمة على إِمامته لدينه وفضله،

وقد قال النبي صَلى الله عَليه وسلم: «ما كان اللّاهُ لِيَجْمَعَ أُمَّتي على ضَلال» «١».

وقال غيره: قدّمته الأمة لفضله ولتقديم النبي صَلى الله عَليه وسلم له في الصلاة إِذْ أقامه مقام نفسه فصلى بأصحابه تسعة أيام قبل موته، وجاء النبي صَلى الله عَليه وسلم وهو يصلي بهم فصلّى معهم خلفه

، ولا يصحّ ذلك إِلا بكمال الفضل فيه «٢».

وقال مصنف الكتاب- رحمه اللّاه-:

وقول النظّام أصح هذه الأقوال عندي. لأن كتاب اللّاه- عز وجل- شاهد على صحته، وقوله أولى وأمره أعلى. وقد استوفينا ذلك في كتابنا المعروف ب‍ «صحيح الاعتقاد وصريح الانتقاد» «٣» وكتابنا المسمّى ب‍ «مسك العدل والميزان في موافقة القرآن» «٣».

... فَعَلَ، بفتح العين، يَفْعِلُ، بكسرها

[ث]

[أَثَّت] أَعالي النخلة أَثاثةً: إِذا التفَّت، قال الشاعر «٤»:

فَأَثَّتْ أَعَالِيهِ وآدَتْ أُصُولُهُ ... ومالَ بقُنْوانٍ مِنَ البُسْر أَحْمَرَا

وأَثَّ الشَّعرُ: إِذا كثر ولانَ نباته، وشعر أَثِيثٌ ونبات أَثيث. ونساء أَثَائثُ:

كثيرات اللحم.


(١) عن ابن عمر رواه الترمذي في الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة، رقم (٢١٦٨) بلفظ «إِن اللّاه لا يجمع أمتي على ضلالة» وبلفظ «قد أجاركم اللّاه من ثلاث خلال: ... وأن لا تجتمعوا على ضلالة» رواه أبو داود عن أبي مالك الأشعري، في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها رقم (٤٢٥٣).
(٢) راجع سيرة ابن هشام: ٢/ ٦٤٩ - ٦٦١؛ كتاب المعارف (أخبار أبي بكر الصديق): (١٦٧ - ١٧٨).
(٣) الكتابان مفقودان.
(٤) الشاعر هو امرؤ القيس وجاءت هذه الرواية للبيت في هامش ديوانه (٤٥) أما روايته في المتن ص (٤٤) فهي:
سَوَامِقَ جبَّارٍ أثيثٍ فُروعُهُ ... وعالَيْن قِنْواناً من البُسْرِ أحمرا