للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[ن]

[مَنْ]: اسم مبهم ناقص يفتقر إِلى صلة، وعائد، وهو عام لمن يعقل؛ يكون خبراً بمعنى الذي، ويخبر به عن الاثنين والجميع والمؤنث بلفظٍ واحد فيه وفي صلته من الفعل، كقولك: من قام زيدٌ، ومن قام الزيدان، ومن قام الزيدون، ومن قام هندٌ، ومن قام الهندان، ومن قام الهندات، يوحّد الفعل في جميع ذلك، ويجوز تثنيته وجمعه، وتأنيثه على المعنى، قال اللّاه تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ* «١»، وقال: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ «٢»، قال الفرزدق:

تعال «٣» فإِن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبانِ

وتكون نكرة يلزمها النعت، كقولك:

مررت بمن محسن إِليك: أي بإِنسان محسنٍ إِليك؛ وهي اسم تام، قال «٤»:

فكفى لنا فضلًا على من غيرنا ... حب النبي محمدٍ إِيانا

وتكون للجزاء اسماً تاماً ينجزم الفعل معه وجوابه، كقوله تعالى: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّاهِ وَرَسُولِهِ «٥» قرئ بالياء على تذكير (مَنْ)، وبالتاء على تأنيث الصلة؛ فإِن دخلت على جواب (مَنْ)


(١) الأنعام: ٦/ ٢٥، محمد: ٤٧/ ١٦.
(٢) يونس: ١٠/ ٤٢.
(٣) هذه رواية الأصل (س) و (ت) والبيت ساقط من (ل ١) وروايته في شرح ديوانه للصاوي (ج/ ٢/ ض/ ٨٧٠)
تعشّ فإِن واثقتني لا تخونني
(٤) من شواهد سيبويه ونسبه لحسان بن ثابت (٢/ ١٠٥) وانظر حاشية المحقق.
(٥) الأحزاب: ٣٣/ ٣١.