للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيضعّفه له «١»، ونحو ذلك في جميع القرآن. إِلا أنهم قرؤوا الذي في «البقرة» و «الحديد» بنصب الفاء سوى ابن كثير فرفعهما، والرفع فيهما رأي الباقين غيرَ عاصم فنصبهما.

وقوله يضعف له العذاب يوم القيامة وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهااناً. قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم برفع الفاء والدال، والباقون بالجزم. وقرأ أبو عمرو ويعقوب يضعّف لها العذاب ضعفين «٢» بفتح العين ورفع الباء؛ وقرأ ابن كثير نضعف بالنون وكسر العين، العذابَ بالنصب، والباقون يُضااعَفْ بالألف والرفع، وفرَّق أبو عمرو بين يُضعّفه ويضاعفه، فقال:

يضاعف للمِرار الكثيرة، ويُضْعِف لمرتين، ولذلك قرأ يضعّف لها العذاب ضعفين دون غيرها من القرآن. وقال أبو عبيدة: (يضاعف) بالألف لثلاث مرات، وقال غيرهما: هما بمعنىً، وهو أولى.

... المفاعَلَة

[ف]

[المضاعفة]: ضاعَفَ الشيءَ مثل ضَعَّفه. قال اللّاه تعالى فَيُضااعِفَهُ لَهُ أَضْعاافاً كَثِيرَةً «٣» قرأ عاصم وابن أبي إِسحاق والأعرج بالنصب على جواب الاستفهام، ووافقهم في النصب ابن عامر ويعقوب، والرفع رأي الباقين عطفاً على قوله: يُقْرِضُ ويجوز أن يكون ذلك مستأنفاً.


(١) سورة البقرة: ٢/ ٢٤٥ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّاهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضااعِفَهُ لَهُ أَضْعاافاً كَثِيرَةً وَاللّاهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. وذكر هذه القراءة وغيرها في فتح القدير: (١/ ٢٣٤). ومن سورة الحديد: ٥٧/ ١١ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّاهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضااعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. وذكر هذه القراءة وغيرها في فتح القدير: (٥/ ١٦٤ - ١٦٥).
(٢) سورة الأحزاب: ٣٣/ ٣٠ وتقدمت قبل قليل.
(٣) سورة البقرة: ٢/ ٢٤٥، والحديد: ٥٧/ ١١ وتقدمتا قبل قليل.