سقى اللهُ جارينا ومن حلَّ وَلْيَهُ ... قبائل جاءت من سهام وسردد والبيت محرف تحريفاً شديداً ولا معنى له بهذه الرواية، وصحته كما في الأغاني: (٧/ ١٣٨، ١٤٠): سقى اللهُ جَازَاناً فمن حَلَّ وَلْيَهُ ... فَكُلَّ فَسِيْلٍ من سهامٍ وسردد ونرجح أن يقرأ الصدر: سقى اللهُ جازانا ومن حلَّ لِيَّةً ولِيَّة اسم واد مجاور لجازان. وأبو دهبل وهب بن زمعة الجمحي عاش في مكة وولاه عبد الله بن الزبير بعض أعمال اليمن ومات في عُلْيَب بتهامة، فمن الواضح أنه لم يقصد بسهام هنا إِلا الوادي المذكور المشهور في تهامة اليمن، خاصة أنه قرن ذكره بذكر الوادي المشهور في تهامة (سردد). ووادي سهام معروف اليوم باسمه وينطق بكسر السين، وهو من أودية اليمن الكبيرة وفيه بلدان وقرى وتقع عليه مدينة المراوعة وفيه ضياع ومزارع كبيرة ويزرع فيه الموز على نطاق واسع وبالقرب من مصبه في البحر تقع مدينة الحديدة أكبر المدن التهامية وثاني مواني اليمن بعد عدن. وسهام: يقع بين واديي سردد إِلى شماله ورِمَع إِلى جنوبه، وذكره الهمداني وذكر أهم مآتيه، فقال في الصفة: (١٢٢): «ويتلو وادي رِمَع وادي سهام وأوله ورأسه نقيل السَّود من صنعاء على بعد يوم إِلى ما بين جنوبها ومغربها، ويهريق جانبه الأيمن، جنوبيُّ حضورٍ وجنوبيُّ الأخروج وجنوبي حراز، ويهريق في جانبه الأيسر شماليُّ ألهان وعشار وبقلان وشماليُّ آنس وصيحان وشماليّ جبلان ريمة والصُّلِيُّ وجبلُ برع، ويظهر بالكدراءة وواقر فيسقي ذلك الصقع إِلى البحر ... ».