وإِذا تُنازعُكَ الحديثَ رأيتَها ... حَسَناً تَبَسُّمُها لذيذ المكرع والغريض: الماء الطري. والبيت في التاج (سجر) منسوب إِلى الحويدرة، وفي اللسان (سجر) دون عزو .. (٢) هو عقيبة بن هبيرة الأسدي، شاعر مخضرم، توفي نحو سنة (٥٠ هـ)، والبيت هو الأول من أبيات له في حكم الأمويين، وبعده: فهبنا أمةً ذهبت ضياعا ... يزيدُ أميرُها وأبو يزيدِ أكلتم أرضنا فجردتموها ... فهل من قائمٍ أو من حصيد والبيت استشهد به سيبويه في كتابه: (١/ ٣٤، ٣٥٢، ٣٧٥، ٤٤٨) برواية عجزه على نصب القافية: (فلسنا بالجبالِ ولا الحديدَا) وتبعه عدد من النحويين على اعتبار (بالجبال) مجرورة بحرف الجر الزائد في محل نصب خبر ليس فعطفوا ( ... ولا الحديدا) على محل إِعراب ( ... بالجبال) وقد اعترض على هذا عدد من أئمة اللغة منهم المبرد في الكامل وأبو أحمد العسكري في التصحيف حيث قال: «ومما غلط فيه النحويون من الشعر، ورووه على ما أرادوه، ما روي عن سيبويه عند ما احتج به- أي هذا البيت- في نسق الاسم المنصوب على المخفوض، وقد غلط على الشاعر، لأن القصيدة مشهورة، وهي مخفوضة كلها- الخزانة: (٢/ ٢٦٠) - وممن اعترض على هذا، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، في مقدمة كتابه الشعر والشعراء، حيث قال: «قال أبو محمد: وقد رأيت سيبويه يذكر بيتاً يحتج به في نسق الاسم المنصوب على المخفوض، على المعنى لا على اللفظ» وذكر البيت ثم قال: «كأنه أراد لسنا الجبالَ ولا الحديدَا، فرد الحديدَ على المعنى، قبل دخول الباء، وقد غلط على الشاعر، لأن هذا الشعر له مخفوض» - (الشعر والشعراء: ٣٢).