للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتبدل الواو من الهمزة إِذا سُكِّنَتْ وانضمَّ ما قبلها في مثل: مُؤْثِر، ومُؤْمِن، فيقال:

مُوثِر، ومومِن، بغير همز، لأن أصل آثَر، وآمن: أَأْثر، وأَأْمن بهمزتَيْن. إِلا أنهم ليّنوا الثانية وخفَّفوها وقَلبُوها ألفاً اسْتثقالًا للجمع بين همزتيْن. وكذلك المصادر في: إِيثار، وإِيمان ونحو ذلك.

إِبْدالُ الياء:

إِذا سكنت الواوُ وانكَسَر ما قبلَها انقلبتْ ياء، لسُكُونِها وانكسار ما قبلها وذلك في مثل: مِيعاد، ومِيزان، ومِيراث، الأصل: مِوْعَاد، ومِوْزَان، ومِوْرَاث، لأنها من: وعدَ، ووزن، وورث.

وكذلك أُبدلتِ الواوُ ياء في مثل: سِيقَ، وقِيلَ، لأنهما من: السَّوْق، والقَوْل؛ والأصل: سُوِقَ، وقُوِلَ، فِعلُ ما لَمْ يُسمَّ فاعلُه، فاستثقِلَتِ الكسرةُ على الواو، فأسكنت ونقلت حركتها إِلى ما قبلها، فصار: سِوْقَ، وقِوْلَ، فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.

وكذلك أبدلَتِ الياءُ من الواوِ في: دِيمَة، وقِيمَة، لأنّ الدّيمة من: دامَ المطرُ يدوم، قال:

هُوَ الجَوَادُ ابنُ الجَوَادِ بنِ سَبَلْ «١» ... إِنْ دَوَّمُوا جَادَ وإِنْ جَادُوا وَبَلْ


(١) البيتان بلا نسبة في أدب الكاتب (٩٧) وتخريجهما ثمة. و «سبل» فرس قديمة من خيل العرب. ونقل ابن بري عن أبي زياد الكلابي أن الرجز لجهم بن سبل، وسبل أبوه، ورواه:
أنا الجواد ...
إِلخ. انظر اللسان (دوم، ديم، سبل). ويروى: «ديَّموا» على استمرار القلب في ديمة.