للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأفاض الناس من عرفات: أي رفعوا بالتلبية قال اللّاه تعالى: فَإِذاا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفااتٍ «١»؛ قالت الحنفية: مَنْ رفع من عرفات إلى المزدلفة قبل غروب الشمس وقَبْلَ رَفْع الإمامِ فعليه دَمٌ، فإن عاد نهارا ووقف هناك حتى غربت الشمس ورفع مع الإمام سقط عنه الدم، وإن عاد بعد خروج الإمام وغروب الشمس فالدم لازمٌ له. وللشافعي قولان: أحدهما: يلزمه دم، والثاني: أنه مستحب.

وأفاض القومُ في الحديث: أي اندفعوا فيه، قال اللّاه تعالى: تُفِيضُونَ فِيهِ* «٢».

وأفاض الإنسانُ الماءَ على بدنه: أي صَبَّه.

وأفاضَ الرجلُ القِداح في الميسر: أي ضرب بها، قال يذكر الأيسار «٣»:

وأَصْفَرَ من قداح النبع فرعٍ ... له عَلَمان مِنْ عَقْب وضِرْسِ

دفعت إلى المفيض وقد تجاثوا ... على الرُّكُبات مغربَ كلِّ شَمْسِ

أي: يفعلون ذلك آخر النهار.

وأفاض البعيرُ بجرَّته: أي دفعها من جوفه.

[همزة]

[الإفاءة]: أفاء عليه، من الفيء، وهو ما رجع من أموال الكفار إلى المسلمين، قال اللّاه تعالى: ماا أَفااءَ اللّاهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى «٤»، قال جميل «٥»:

فأي معدٍّ قد أفاءت رماحه ... كما قد أفأنا والمفاخرُ منصف


(١) سورة البقرة: ٢/ ١٩٨.
(٢) سورة يونس: ١٠/ ٦١.
(٣) البيتان لدريد بن الصمة، والأول منهما في اللسان والتاج (ضرس).
(٤) سورة الحشر: ٥٩/ ٧.
(٥) ديوانه: (١٢٤) وروايته:
فأيُّ مَعَدٍّ كان فَيْءُ رِماحِهِ ... كما قد أفأْنا والمفاخِرُ يُنصف