للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قضاعة من ولد خولان بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة، وإنما سُمُّوا خولان العالية: لأن خولان جميعاً كانوا بمأرب بصرواح، وهو قصرٌ لهم، فارتفع بعضهم إلى جبالٍ شرقي صنعاء فسموا خولان العالية، وبقي سائرهم بمأرب حتى خرجوا بعد ذلك إلى ناحية صعدة، قال شاعر خولان العالية «١»:

أيها السائل عن أنسابنا ... نحن خولان بن عمرو بن قضاعهْ

نحن من حمير في ذروتها ... ولنا المرباع فيها والرباعهْ

وفي الحديث «٢»: «صلى النبي عليه السلام على السكاسك والسَّكون وعلى خولان خولان العالية، وعلى الأُملوك أملوك ردمان».

ومن خولان العالية أبو مسلم الخولاني «٣»، واسمه عبد الرحمن ابن مشْكَم، وكان من خيار التابعين.

وقيل: إن خولان العالية: هو خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أُدَد ابن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان، لأنهم لو كانوا من خولان قضاعة لما قيل لهم: خولان العالية، فهذا للفرق بينهم في النسب. وهذا القول ليس بشيء لأنه خلاف قول العلماء بالأنساب، ولأن خولان العالية معترفون بأنهم من قضاعة، ولأن اسم خولان العالية إنما أتى للفرق بين البلاد، لا للفرق بين النسب، كما تقول العرب: طيئ السهل، وطيئ الجبل، وأزد شنوءة، وأزد عُمان، وهمدان البَون، وهمدان الحجاز، وزبيد نجران، وزبيد اليمن، وعذر مطرة، وعذر شَعْب، ونحو ذلك. وهذا كثير لا يُحصى، حتى إن مَنْ يجعل صعدة من خولان يقولون لمن بجبال الغور: خولان المغرب، ولمن بنواحي صعدة خولان المشرق، ولمن أقام منهم باليمن


(١) لم يذكر الهمداني البيتين في الإكليل رغم حرصه على تقصي ما يبرهن على انتساب خولان إلى قضاعة ثم إلى حمير.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٤٤ و ٤٥).
(٣) ترجم له القاضي محمد بن علي الأكوع في حاشية الإكليل: (١/ ٤٤٤).