للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي أتروح. قال الأخفش: وجوز في غير القرآن أن تبدل من الهمزة الأولى «هاء» كقوله تعالى: هانتم «١» إِنما هو: «أأنتم» فإِن كانت الهمزة الثانية مكسورة كقوله: أَاله مَعَ اللّاهِ* «٢» وأَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجاالَ* «٣» فأبو عمرو ونافع يمدّان الأولى ويليِّنان الثانية فتصير كالياء. وابن كثير يقصر الأولى ويليِّن الثانية، وكذلك عن نافع فإِن كانت الثانية مضمومة كقوله. أَأُنَبِّئُكُمْ* «٤» وأَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ «٥» وأَ أُلْقِيَ «٦» فابن كثير وأبو عمرو ونافع يقصرون الأولى ويلينون الثانية فتصير كالواو. وزاد نافع: أوشهدوا وعن نافع مَدُّ الأولى وتليين الثانية. وعن يعقوب القراءة في المتفقتين والمختلفتين بهمزة ممدودة. وعنه القراءة في ذلك كله بهمزتين، وهو رأي الكوفيين وابن عامر إِلا في قوله: آمنتم له وآلهتنا خير وآعجمي في حم السجدة وآن كان ذا مال وبنين فقرأهن بمدَّة. ونحو هذا اختلافهم في الهمزتين يلتقيان من كلمتين؛ فكان أبو عمرو يترك الأولى من المتفقتين كقوله جا أمرنا وهؤلا إِن كنتم أوليا أولئك ووافقه نافع وابن كثير في المتفقتين بالفتح فأما الضم والكسر فكانا يليِّنان الأولى ويهمزان الثانية وعنهما: هَمْزُ الأولى وتليين الثانية، فإِن اختلفتا كقوله: السُّفَهااءُ أَلاا والشُّهَدااءُ إِذاا فأبو عمرو وابن كثير ونافع يهمزون الأولى ويلينون الثانية. وعن يعقوب: همز الأولى وتليين الثانية في ذلك كله، وعنه إِثبات الهمزتين معاً وهو رأي الباقين واختيار أبي عبيد. واختلفوا في


(١) آل عمران: ٣/ ١١٩.
(٢) النمل: ٢٧/ ٦٠ - ٦٤.
(٣) النحل: ٣٧/ ٥٥، العنكبوت: ٢٩/ ٢٩.
(٤) آل عمران: ٣/ ١٥.
(٥) ص: ٣٨/ ٨.
(٦) القمر: ٥٤/ ٢٥.