للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتمجيد اليمن وأهله، وإِثارة حمية أبنائه، فإِن بدايتها كانت على يد لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المتوفى بين ٣٥٠ - ٣٦٠ هـ‍ «١» الذي تأثر به نشوان في هذا المجال إِلى حد كبير كما سنبين.

وثانيها: كتلة التيار (الزيدي الهادوي المطرفي) «٢»

، و (المطرفية) فرْقة ولدت من رحم الزيدية الهادوية ولها ما لهذه من الفكر العميق والغني، إِلا أن منطلقاتها وطنية يمنية، أرادت أن تطهر الهادوية من أهم شوائبها، ألا وهو حصر الإِمامة في أحد أبناء البطنين، كما أنهم مالوا في علم الكلام المعتزلي إِلى المدرسة البغدادية، وشيخها أبي القاسم البلخي، ومن مميزاتهم أنهم لم يؤمنوا بالعنف، ولم يخوضوا غمار الصراع السياسي الحربي، بل عمدوا إِلى أسلوب الدعوة ونشر التعليم حتى بين الفلاحين والجهلة «٣»، ولكنهم تعرضوا فيما بعد إِلى أسوأ عملية قتل وتنكيل واضطهاد على يد الإِمام عبد اللّاه بن حمزة المتوفى سنة ٦١٤ هـ‍.

وثالثها: كتلة التيار (الإِسماعيلي)

فعلى الرغم من أن الدولة الصليحية الإِسماعيلية الفاطمية كانت قد انتهت في اليمن، فإِن هذا الاتجاه الفكري السياسي كان لا يزال مُمَثَّلًا بين الناس بجماعاتٍ تدين له بالولاء في نواحٍ كثيرة من اليمن، كما كان لا يزال ممثلًا في الحكم بالسلطان حاتم بن أحمد اليامي الذي استولى على صنعاء بسبع مئة فارسٍ من همدان سنة ٥٣٣ هـ‍وحكمها وحكم مناطق واسعة من اليمن كان الاتجاه الإِسماعيلي الصليحي لا يزال سائداً فيها، واستمر حتى عام ٥٥٦ هـ‍ممثلًا لهذا الفريق


(١) انظر تصحيح سنة وفاة الهمداني في تحقيق القاضي العلامة محمد بن علي الأكوع للرسالة العاشرة من (سرائر الحكمة) ص (٩٦)، وانظر (الإِكليل) ١٠/ ٢٨ تحقيق القاضي محمد الأكوع أيضاً.
(٢) المطرفي نسبة إِلى المطرف بن شهاب العبادي الشهابي مؤسس المذهب المطرفي.
(٣) انظر كتاب (تيارات معتزلة اليمن) للباحث اليمني د. علي محمد زيد ص (٦٤) وما بعدها، ففيه بحثٌ قيّم عن المطرفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>