للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السياسي، ثم جاء من بعده ابنه السلطان علي بن حاتم، واستمر في تمثيل هذا الاتجاه إِلى ما بعد وفاة نشوان بن سعيد عام ٥٧٣ هـ‍.

ورابعها: تيار (الحسينية) أو (القاسمية)،

ولم يكن لهذا الاتجاه فريق سياسي في عهد نشوان، وإِنما هم فرقة منشقة عن الزيدية الهادوية، مغالية في أفكارها، لأنها كانت تقول بغيبة الإِمام الحسين بن القاسم العِياني قتيل همدان في (ذي عرار) «١» عام ٤٠٤ هـ‍، وأنه المهدي المنتظر، واستمر هذا الاتجاه المنحرف إِلى عهد نشوان، ولم تكن هذه الفرقة تقول بغيبة الحسين بن القاسم العِياني فحسب، بل كانوا يقولون أنه أفضل من الرسول صَلى الله عَليه وسلم، وأن كلامه (أبهر) «٢» من القرآن، قال شاعرهم فُلَيتَة بن القاسم «٣»:

أنا شاهدٌ باللّاه فاشهد يا فتى ... بفضائل المهدي على فضل النبيّ

بل إِن هذه المقولة الكفرية كانت من كلام الحسين بن القاسم نفسه «٤»، كان يرددها في حياته، فيقول عن نفسه: إِنه أفضل من النبي صَلى الله عَليه وسلم وإِن كلامه (أبهر) من القرآن، وظل أتباعه يرددونها بعد مماته، وبسبب هذا الغلو الشنيع، خاض معهم نشوان صراعاً شعرياً عنيفاً، وردوا عليه بأعنف منه.

وخامسها: تيار (سلالة الهادي يحيى بن الحسين وشيعته)،

ولم يكن لهذا الاتجاه فريق سياسي، فقد اضمحلت دولة الهادي، مؤسس الفكر والإِمامة الزيدية الهادوية في اليمن بعد وفاته على الرغم من محاولة خلفائه وخاصة ابنه أحمد «٥». ولكنه ظل له شيعة من سلالته وغيرهم، يدعون إِلى أنفسهم باسمه، ويعارضون الإِمام أحمد بن


(١) (ذي عرار) قرية شمالي صنعاء في البون بالقرب من ريدة على بعد نحو ٧٠ كيلوا متراً من صنعاء.
(٢) لفظ (الباهر) في اللهجات اليمنية يعني: الجيِّد والحسن، و (الأبهر): الأجود والأحسن.
(٣) انظر كتاب (نشوان بن سعيد) للقاضي إِسماعيل الأكوع ص (٢٢).
(٤) انظر كتاب (تيارات معتزلة اليمن- في القرن السادس الهجري) لمؤلفه الدكتور علي محمد زيد ص (٢١)، وكتاب (نشوان بن سعيد- والصراع الفكري والسياسي والمذهبي في عصره) لمؤلفه القاضي إِسماعيل الأكوع ص (٢٠).
(٥) انظر البحث الذي جاء بعنوان (من الهادي حتى القاسم العِياني) في كتاب (تيارات معتزلة اليمن) للدكتور علي محمد زيد من ص (١٥) - ص (٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>