لله تعالى، لأن ما أباحه الله ﷿ هو مخير فيه، ومع ذلك يرجع إليه يدعوه أن يهديه لما هو خير له مقرا بجهله بمصالحه، فكيف يجتمع هذا المعنى مع ترك ما اختار الله تعالى لعبده شرعا وتكليفا أن يفعله بل ألزمه به أو اختار له تركه بل ألزمه بتركه؟.
والاستعانة طلب العون، ولا يكون على الحقيقة إلا من الله، فلا ينافي ذلك أن يستعين المرء بالشخص الحاضر القادر، فإنه من جملة الأسباب المشروعة، قال الله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾ [الفاتحة/ ٥]، وقال ﵊ لعبد الله بن عباس:«إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»(١).
أما قوله لا حول ولا قوة إلا بالله فمن خير الأذكار، ومن قالها عارفا بها فقد استسلم لقضاء الله وقدره، وسيأتي الحديث عن معناها، وعن الختم بالصلاة على النبي ﷺ إن شاء الله.
(١) رواه الترمذي (٢٥١١٦)، وهو في «صحيح الجامع» (٧٩٥٧).