للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٢٦ - «ويستحب لمن دخل منزله أن يقول: ﴿مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾.

قال الله تعالى: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [الكهف: ٣٩]، ذكر القرطبي في تفسيره عن أشهب أنه قال، قال مالك: «ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا»، انتهى، فلعل مأخذ المؤلف هو هذا مع مجيئه عن غير مالك من السلف، وسياق الآية في توبيخ المؤمن للكافر ورد منه عليه ما بدر منه من ظنه بقاء ما هو فيه من النعيم وعدم فنائه، بعد إعجابه بجنته، فيمكن أن يقال بمشروعية ذلك لمن أعجب بالشيء حتى تطامن نفسه وتسكن، قال ابن كثير: «ولهذا قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده فليقل ﴿مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة»، انتهى.

ومهما يكن فإن المشروع لمن دخل منزله أن يسلم على أهله إن كانوا للعمومات الواردة في التسليم وقد تقدمت، وروى الترمذي عن أنس وقال حديث حسن غريب أن النبي قال له: «يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك، وعلى أهل بيتك»، قال الألباني ضعيف، وروى أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجة عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء».

وقال بعضهم إذا دخل بيتا لا ساكن فيه يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وهو عن مالك أنه بلغه إذا دخل البيت غير المسكون يقال: «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»، انتهى، ولعل مرد ذلك إلى ما في التشهد لأنه لا يسلم فيه على أحد بعينه، أو مرده إلى قول الله تعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (٦١)[النور: ٦١]، وقد قال مجاهد عن الآية: « … وإذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»، انتهى، والظاهر أن الآية في التسليم على من في

<<  <  ج: ص:  >  >>