٣١ - «ومن قرأ القرآن في سبع فذلك حسن والتفهم مع قلة القراءة أفضل وروي أن النبي ﵇ لم يقرأه في أقل من ثلاث».
لورود ذلك في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص حيث قال له النبي ﷺ:«فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا»، رواه الشيخان وغيرهما، وهذا مع قدرة ابن عمرو على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وإخباره النبي ﷺ بأنه يطيق أكثر من ذلك، وقد كان يختمه في كل ليلة قبل أن ينهاه، وقد روى أبو داود بسند ضعيف عن أوس بن حذيفة قال: سألت أصحاب رسول الله ﷺ كيف تحزبون القرآن»؟، قالوا:«ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده»، فهذه سبعة أحزاب في كل منها مجموعة من السور، فاعرفها، أما ما ذكره المؤلف من عدم ختم النبي ﷺ القرآن في أقل من ثلاث فلعله أخذه من نهي عبد الله بن عمرو بن العاص عن ذلك، مع قوله:«لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث»، رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر، لكن ما ذكر وإن لم يثبت من فعله فيما علمت، فإنه ﷺ داخل فيما شرع لأمته من ذلك مع ما كان عليه من الترسل في تلاوته وترتيله وتدبره حتى إنه قام ليلة بآية يرددها، ولا دليل على الخصوصية والله أعلم.
أما ما نقل عن بعض السلف من ختمهم القرآن في ليلة واحدة، أو في ركعة واحدة، أو بين الظهر والعصر أو أكثر من ذلك أو أقل، كما نقله النووي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن؛ فإننا مع إجلالنا وحبنا لهم، نعتقد أن الخير فيما دلت عليه سنة النبي ﷺ، وهم معذورون فيما فعلوه، إما لأنهم لم يبلغهم الحديث، أو لأنهم تأولوه، أو لغير ذلك من الأسباب، لكن المرء يستغرب أن يختم القرآن بين الظهر والعصر، وقد كنت في عهد طلب حفظ القرآن أختم يوم الجمعة في نحو سبع ساعات، لكن القراءة ليست إلا هَذًّا، وقد ختم