نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر من خطاياه»، وقد يكون هذا الذي يصيبه في حياته، وقد يكون بعد موته، كعذاب القبر، وضغظته، وغيرها من الشدائد في عرصات القيامة، ومنها شفاعة الشافعين، ودعاء المؤمنين، واستغفارهم، واستغفار الملائكة، ومن يخرجهم الله برحمته.
ودل الدليل على أن درجات الأولاد المؤمنين تلحق بدرجات الآباء الصالحين، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الطور: ٢١]، يعني وما أنقصناهم شيئا من عملهم لقاء هذا الإلحاق، فهذا من تكريم الله للآباء، حتى يجتمعوا بذرياتهم على أحسن حال، ويتم لهم النعيم.
كما دل على أن درجات الآباء ترفع باستغفار الأولاد، قال النبي ﷺ:«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب: أنى لي هذه؟، فيقول: باستغفار ولدك لك»(١).
- جعل الله تعالى بعض العبادات التي يكررها المؤمن مكفرة لما يحصل بينها من الصغائر، وبعضها مكفر للذنوب الكبيرة، ومنها الحج، والعمرة، والصلوات الخمس، ورمضان، وقيام ليلة القدر، وغيرها، وقد تقدم ذكر بعض الأحاديث الدالة على ذلك.
- والفرق بين الصغائر والكبائر أن كل معصية لم يأت فيه حد في الدنيا ولا جاء الوعيد عليها بالنار أو اللعن أو غضب الله تعالى، ولاجاء ما يدل على التشديد فيها فهي من الصغائر، وما عدا ذلك فهو كبائر، ومما جاء فيه الحد القتل العمد العدوان، والسحر، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، والقذف، ومن الكبائر التي لم يأت فيها حد في الدنيا عقوق الوالدين، والتولي يوم الزحف، قال ابن عباس ﵄:«الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار، أو غضب، أو لعنة، أو عذاب».