المراد صلاة الوتر بفتح الواو وكسرها، وهو في المذهب ركعة ينبغي أن تتقدمه ركعتان يسلم منهما من غير فصل طويل، فهذا مراد المؤلف به، ولذلك فصله عن الحديث عن قيام الليل في رمضان وفي غيره كما ستراه، والوتر ما ليس بشفع ويؤدى على صور ركعة منفردة، وثلاث ركعات منفصلات بتسليم بعد ثنتين أو أكثر وغير ذلك من الصور الواردة من فعل النبي ﷺ، لكن ينبغي للإمام أن لا يفعل بالناس ما لا يعرفونه من تلك الصور إلا بعد التعليم والبيان، أو يكون ذلك في الجماعة الخاصة.
والمذهب أن من اقتدى بمن يصلي ثلاث ركعات متصلات يتابعه، ولم يروا بأسا بمخالفة نيته لفعله، ووجهه أن الركعات الثلاثة في حكم المتصلة عندهم، وفيه شيء.
وقد احتجوا لكون الوتر ليس واجبا بأنه يؤدى على الراحلة، كما جاء عن ابن عمر، والفرض ليس كذلك، وهو على كل حال أوكد النوافل، وللحديث بقية ستأتي.