[٤٥ - باب في الرؤيا والتثاؤب والعطاس واللعب بالنرد والسبق بالخيل والرمي]
• قوله:
٠١ - «قال رسول الله ﷺ: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ست وأربعين جزءا من النبوة».
هذا الحديث رواه مالك وأحمد والبخاري والنسائي عن أنس ﵁، وفيه تقييد الرؤيا التي هي جزء من النبوة بأن تكون حسنة، أي صالحة كما في رواية أخرى، وهكذا تقييد الرائي لها بالصالح، لكون الرؤيا هذه هي كرامة من الله تعالى، وهي إنما تكون للمؤمن المتقي، ومعنى أن الرؤيا جزء من النبوة أنها جزء من العلم الحاصل بالنبوة لأنها من الغيب.
قال المهلب يشرح ذلك كما في الفتح:«المراد غالب رؤيا الصالحين، وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث، ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منهم، بخلاف غيرهم، فإن الصدق فيها نادر لغلبة تسلط الشيطان عليهم، فالناس على هذا ثلاث درجات: الأنبياء ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير، والصالحون، ويغلب على رؤياهم الصدق، وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير، ومن عداهم يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث، وهم ثلاثة أقسام: مستورون، فالغالب استواء الحال في حقهم، وفسقة، والغالب على رؤياهم الأضغاث، ويقل فيها الصدق، وكفار ويندر في رؤياهم الصدق جدا، ويشير إلى ذلك قوله ﷺ: «وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا»، ومعنى ذلك أنه ما كل ما يرى في المنام هو جزء من النبوة، بل منه ما هو أضغاث أحلام، وتقييد الرائي بالصالح أغلبي، لأنه قد يرى الأضغاث،