للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(شفاعة النبي -)

• قوله:

٢٠ - «ويخرج منها بشفاعة النبي من شفع له من الكبائر من أمته أأمتهأأمتهأمته».

هذا الصنف الثاني الذي يخرج من النار، وهم من شفع فيهم النبي ، وقد جاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: «لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة» (١)، وفي رواية «فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا»، والمقصود أن الله أعلمه بأن له دعوة مستجابة ولا يعني أن غيرها لا يستجاب، وفي حديث عمران بن حصين عن النبي قال: «يخرج قوم من النار بشفاعة محمد ، فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين» (٢).

وللناس في الشفاعة اختلاف، نفاها المرجئة لأنها لا حاجة إليها عندهم، فإنه لا يضر مع الإيمان عندهم ذنب، وهم يكتفون في الإيمان بالاعتقاد، كما نفاها المعتزلة لأن مرتكب الكبيرة عندهم في المنزلة بين المنزلتين، لا هو بالمؤمن ولا بالكافر في الدنيا، بيد أنه في الآخرة مخلد في النار، فاتفقوا مع السابقين في الإنكار، وإن اختلفوا في سبب الإنكار، وهم لا يمانعون في الشفاعة التي ترفع بها الدرجات، وأهل الحق على ثبوت الشفاعة بإذن الله لمن شاء من الموحدين.

والآيات الواردة في الشفاعة منها ما فيه شبهة نفيها لمن اتبع المتشابه، كقوله تعالى:


(١) متفق عليه: البخاري (٤٣٠٤)، ومسلم (١٩٨ و ١٩٩).
(٢) رواه البخاري (٦٥٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>