للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سمرة بن جندب في حديثه الطويل عند أبي داود (١١٨٤): «فقام بنا رسول لله كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا»، وهذا كما ترى نفي والإثبات مقدم عليه، وقد جاء في حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- عند الشيخين وأبي داود (١١٨٨)، قالت عنه إنه «قرأ قراءة طويلة فجهر بها»، ورواية الإسرار بالقراءة هي رواية المصريين، وروى المدنيون عن مالك الجهر، والنظر يقويها بعد الأثر، ورأى بعض المتأخرين الجهر بها.

وقد تقدم قول خليل بتطويل السجود كالركوع، وقيل إن السجود لا يطال كما يطال القيام والركوع، والمعتمد في هذا ما في روايات الموطإ لحديثي عائشة وابن عباس، فإن فيهما ذكر مطلق السجود، قال مالك: «لم أسمع أن السجود يطول في صلاة الكسوف»، وهذا هو الذي عناه المؤلف بقوله: «ثم يسجد سجدتين تامتين»، أي يطمئن فيهما، وهو نفس تعبير مالك عن السجود كما في النوادر، لكن تطويل السجود جاء في حديث عائشة المذكور أعلاه، وهو قول ابن القاسم، ولم ينسب الباجي تقصير السجود إلا لابن حبيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>