٢٦ - «وأن الإيمان قول باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بزيادة الأعمال وينقص بنقصها، فيكون فيها النقص، وبها الزيادة، ولا يكمل قول الإيمان إلا بالعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة».
١ - مشمولات الإيمان:
معنى الإيمان في اللغة التصديق قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [يوسف: ١٧]، وقال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا﴾ [الحجرات: ١٤]، أي صدقنا، أما الإيمان في الشرع فهو تصديق الرسول ﷺ فيما جاء به من عند ربه بالاعتقاد والقول والعمل.
وما قاله المؤلف من شمول الإيمان للاعتقاد والقول والعمل هو قول السلف، فهو عندهم اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان.
قال الإمام القاسم بن سلام المتوفى سنة (٢٢٤) في كتابه المسمى (الإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته): «اعلم أن أهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين، فقالت إحداهما: الإيمان بالإخلاص لله بالقلوب، وشهادة الألسنة، وعمل الجوارح، وقالت الفرقة الأخرى: بل الإيمان بالقلوب والألسنة، فأما الأعمال فإنها تقوى وبر، وليست من الإيمان، وإذا نظرنا في اختلاف الطائفتين وجدنا الكتاب والسنة يصدقان