للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإيمان بالقدر]

• قوله:

١١ - «والإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وكل ذلك قد قدره الله ربنا، ومقادير الأمور بيده، ومصدرها عن قضائه، علم كل شيء قبل كونه، فجرى على قدره».

١ - معنى كلامه أنه يجب الإيمان بالقدر خيره وشره، فإنه أحد أركان الإيمان الستة التي جاء معظمها مجموعا في كتاب الله تعالى، كما في قوله سبحانه: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة: ١٧٧]، وقال تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٥]، وقال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: ٢]، وقال: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)[القمر: ٤٩].

وجمع أركان الإيمان كلها قول رسول الله في الحديث الصحيح في قصة مجيء جبريل وسؤاله له عن الإيمان والإسلام والإحسان التي هي معالم الدين (١): «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وتؤمن بالقدر: خيره وشره».

٢ - أما معنى القدر في اللغة فإنه يقال قدَر الشيءَ يقدره قدرا وقدرا (من باب ضرب) إذا أحاط بمقداره، وهذا هو المناسب هنا، فأما قدره يقدره (من باب أكل) فمعناه عرف قدره وعظمه قال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام: ٩١]، والقدر بالفتح والسكون ما يقدره الله ﷿ من القضاء.


(١) رواه مسلم عن عمر بن الخطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>