هذا مخالف لما سبق من أن الكتابي يحلف بالصيغة التي يحلف بها المسلم، وهو قول ثان في المسألة، ومنهم من فرق بين النصراني واليهودي، فجعل صيغة اليهودي كالمسلم، وقد جاء في حديث حابر بن عبد الله عند مسلم أن رسول الله ﷺ قال ليهوديين:«أنشدتكما بالله الذي أنزل التوراة على موسى ﵇ … »، وجاء أيضا من حديث البراء في قصة اليهودي الزاني، لكن فيه أنه دعا رجلا من علمائهم فقال:«أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى … »، أنشدك بالله أسألك به وأذكرك به.
والموضع الذي يعظمه النصراني هو الكنيسة واليهودي البيعة وبيت النار للمجوسي.
قلت: إن كان هذا الحكم أخذ بالقياس فلا اعتبار به للفارق فإن تعظيم المسلم لما بين الركن والمقام وللمنبر والمسجد والمصحف حق، وتعظيم الكافر لمتعبده باطل، ولأن في تحليفه هناك إقرارا له على ذلك التعظيم ولا يعترض على هذا بإقراره على دينه فيحتاج هذا القول إلى الدليل، والله الهادي إلى سواء السبيل.