للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

١٧ - «ومن دعاء رسول الله كلما أصبح وأمسى: «اللهم بك نصبح وبك نمسي وبك نحيا وبك نموت ويقول في الصباح وإليك النشور وفي المساء وإليك المصير».

قال رسول الله «أعجز الناس من عجز عن الدُّعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام» والدعاء الذي ذكره المؤلف رواه نحوه أبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «إذا أصبح أحدكم فليقل: «اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير»، وإذا أمسى فليقل: «اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور»، هذا لفظ الترمذي، وجاء عند أبي داود من فعله مع ذكر النشور في الموضعين، قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود: «ورواية ابن حبان فيها النشور في الصباح، والمصير في المساء، وهي أولى الروايات أن تكون محفوظة، لأن الصباح والانتباه من النوم بمنزلة النشور، وهو الحياة بعد الموت، والمساء والصيرورة إلى النوم بمنزلة الموت والمصير إلى الله، ولهذا جعل الله سبحانه في النوم والانتباه بعده دليلا على البعث والنشور، لأن النوم أخو الموت، والانتباه نشور وحياة،،،»، انتهى.

ومن دعائه كلما أصبح وأمسى: «أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين»، ومعنى أصبح دخل في الصباح، وذلك بعد طلوع الفجر، ومعنى أمسى دخل في المساء، وذلك بعد غروب الشمس، فالأذكار المقيدة بهما هذا وقتها، قال الله تعالى: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨)[الروم: ١٧ - ١٨]، قال ابن كثير: «هذا تسبيح من الله تعالى لنفسه، وإرشاده لعباده إلى تسبيحه وتحميده في هذه الأوقات المتعاقبة الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه، عند المساء وهو إقبال الليل

<<  <  ج: ص:  >  >>