للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- إذا أصرّ المرء على الصغيرة فقد تصير كبيرة كما روي عن ابن عباس قال: «لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار» (١).

- وجعل الله تعالى التوبة من الذنب بشروطها مكفرة له، وشروطها ثلاثة، بعد شرط وقوعها في الزمن الذي تقبل فيه، وهو ما قبل الغرغرة، وقبل ظهور الآيات التي لا ينفع حين ظهورها نفسا إيمانها لفقد الاختيار حينئذ، ومنها طلوع الشمس من مغربها:

ا - الندم على ما فعل، وهو حق لله لا بد منه.

ب - الإقلاع عن الذنب وتركه، وهو لا زم للندم.

ج - العزم على عدم العود.

فإن تعلقت المعصية بمخلوق فينبغي أن يستحله من الذنب، بأن يطلب مسامحته، ويرد إليه مظلمته إن كانت مالا، وإلا ردها لورثته إن كان قد مات، فإن لم يعرفه تصدق بها عليه، فإن عجز عن ذلك فليتضرع إلى الله عسى أن يرضي عنه خصمه يوم القيامة من خزائنه الواسعة، وقد ورد في ذلك حديث الإصلاح بين الخصوم رواه الحافظ أبو يعلى، وذكره ابن كثير في صدر سورة الأنفال ساكتا عنه، ومن لم يحصل له شيء من ذلك أخذ خصومه من حسناته، كما في حديث أبي هريرة مرفوعا: «المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا،،،»، الحديث (٢).، وجاء ما يدل على استثناء الصيام من هذه الأمر، أو يكون فيه فضل لا تأتي عليه هذه المحاصصة.

- وقد قال بعض أهل العلم إن من تاب توبة نصوحا يبدل الله سيئاته حسنات، بأن يكتب له بنفس التوبة بدل كل سيئة أسلفها حسنة، وهو ظاهر قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠)[الفرقان: ٧٠]، وقال آخرون إن معنى الآية انتقال التائب من حال المعصية إلى حال الطاعة،


(١) انظر «الضعيفة» (٤٨١٠)
(٢) رواه مسلم (٢٥٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>