للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (٣٢)[النجم: ٣١ - ٣٢]، وأصل اللمم مقاربة الشيء، فيكون المراد صغائر الذنوب، لأن من فعلها قارب أن يفعل غيرها، وهذا النوع يقع معظم الناس فيه، فيغفره الله تعالى لهم إذا اجتنبوا الكبائر، وقيل إن اللمم الذنب مطلقا تعقبه التوبة منه، فإنه يقال ألم فلان بكذا إذا فعله كما قال:

إن تغفر اللهم تغفر جما … وأي عبد لك ما ألما؟؟

وروى مسلم (١) في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر».

وفي الحديث الذي رواه مسلم (٢) عن عثمان بن عفان عن النبي قال: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة، وذلك الدهر كله».

لكن ورد في الحج ما يدل على أن الله تعالى يغفر به كل الذنوب، فقد قال رسول الله : «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (٣)، قال الحافظ في الفتح باب فضل الحج المبرور: «وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات»، انتهى.

قلت: قد جاء ذلك مصرحا به في حديث أنس بن مالك عند ابن المبارك وقد صححه الألباني، وستجده في باب الحج إن شاء الله.

وفي الحديث الصحيح (٤) من قول النبي لعمرو بن العاص: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟».


(١) رواه مسلم (٢٣٣).
(٢) رواه مسلم (٢٢٨).
(٣) متفق عليه: البخاري (١٥٢١)، ومسلم (١٣٥٠) عن أبي هريرة.
(٤) رواه مسلم (١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>