للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٢٦ - «والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله».

ختم المؤلف مصنفه بهذا الثناء على الله تعالى، كما ابتدأه بذلك، وقد قال سبحانه بعد ذكره دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار: «وقيل الحمد لله رب العالمين»، فذكر أن الخلق كلهم من أهل الدارين يلهجون بحمده وبالثناء عليه، فلهذا أثنى على ربه في خاتمة كتابه لأنه هو الذي يسر له ما دَوَّنَهُ من هذه الرسالة النافعة، ولولاه ما اهتدى إليها، ولا قدر على كتابتها.

وما ذكره هو ثناء أهل الجنة على الله إذا صاروا إليها، حمدوا الله على أن هداهم إلى الأعمال التي أهلتهم لفضله وإحسانه، فعالنوا بمحض كرمه عليهم وامتنانه، فيما صاروا إليه من نعيمه ورضوانه، وازدادوا يقينا بأن ما جاءت به رسل الله هو الحق، فلما استيقنوا ذلك وفقهوه، وأقروا به وعلموه، وتبرؤوا من أن يكون لهم دخل فيما أُورثوه؛ نوه الله تعالى بأعمالهم، وربط بها مصائرهم وجزاءهم، فنودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون.

فيا أيها الناس لا تَعْتَدُّوا بشيء من أعمالكم، فإن أهل الجنة يرى الواحد منهم مقعده من النار فيقول: لولا أن الله هداني، فيكون له شكرا، وإن أهل النار يرى الواحد منهم مقعده من الجنة فيقول: لو أن الله هداني، فيكون عليه حسرة، لو أن ربكم عذب أهل السموات والأرض لعذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>