للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقل منها، وهذا مؤيد بالحديث المتقدم، لكن يظهر أنه لا مناص من القول بشرطية الخشوع في جزء منها، وهو زمن النية، وقد حكى الاتفاق على هذا أبو الحسن في شرحه، فالله أعلم، ولابن القيم في كتابه مدارج السالكين كلام نفيس فانظره.

وروى أشهب عن مالك قال: قرأ عمر بن عبد العزيز في الصلاة، فلما بلغ ﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤)[الليل: ١٤]؛ خنقته العَبرة، فسكت، ثم قرأ فنابه ذلك، ثم قرأ فنابه ذلك، فتركها وقرأ ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)﴾، وهو في النوادر في باب التسبيح للحاجة.

وفي النوادر - باب جامع وهو آخر أبواب الصلاة - قيل: فالرجل يصلي لله سبحانه، ثم يقع في نفسه أنه يحب أن يعلم بذلك، أو يحب أن يلقى في طريق المسجد؟، قال: إن كان أول ذلك لله، لم يضره ذلك إن شاء الله، وإن المرء ليحب أن يكون صالحا، وربما كان من الشيطان ليمنعه ذلك، ولما قال النبي : «ما شجرة لا يسقط ورقها في شتاء ولا صيف»؟، قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، وأردت أن أقوله، فقال له عمر: «لأن تكون قلته أحب إلي من كذا، وكذا»، ومثل هذا قد يكون في القلب لا يملك،،،».

والتخيير في قول المؤلف: «وتقول إن شئت: سبحان ربي العظيم وبحمده، وليس في ذلك توقيت قول، ولا حد في اللبث»، هو تخيير في نوع الذكر، لكونه قد وردت في الركوع أذكار أخرى غيره، فلم يروا إلزام المصلي بواحد منها، إذ الكل سنة، هذا هو الذي يظهر، وهذا المعنى هو الذي أرى أن يحمل عليه أيضا ما ورد عن الإمام من إنكار ذلك، فإنه منقول بالمعنى، وبعضه يفسر بعضا، من ذلك قوله في المدونة: «قال مالك في قول الناس في الركوع: «سبحان ربي العظيم وبحمده»، وفي السجود: «سبحان ربي الأعلى»؛ قال: لا أعرفه، وأنكره، ولم يحد فيه دعاء موقوتا، ولكن يمكن يديه من ركبته في الركوع، ويمكن جبهته وأنفه من الأرض في السجود، وليس لذلك عنده حد».

ومما ورد من أذكار الركوع والسجود ما جاء في حديث عائشة الصحيح وقد تقدم: «كان رسول الله يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي».

ومن ذلك قولها: «كان رسول الله يقول في ركوعه وسجوده: «سبوح قدوس،

<<  <  ج: ص:  >  >>