للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أراني هذا عبد الله بن عبد الله بن عمر، وحدثني أن أباه كان يفعل ذلك»، وهذا جلوس التشهد وهو عموم يشمل الأول والثاني.

وقد استدل في مسالك الدلالة لقول المؤلف في الجلوس بين السجدتين بحديث أبي حميد في وصف الصلاة: «ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها»، وهذا من حيث الحكم حق، لكن الاستدلال به هنا ليس كما ينبغي، لما علمت من أن صفة الجلوس كله في المذهب هو التورك، وستأتي بقية الكلام على كيفية الجلوس

والمشهور أن الجلوس بين السجدتين لا يكره فيه الدعاء، قال خليل: «لا بين سجدتيه»، وقيل بالكراهة، قال في النوادر: «وليس بين السجدتين دعاء ولا تسبيح، ومن دعا فليخفف»، والحق أن الدعاء فيه مطلوب، فقد ورد أن النبي كان يقول بين السجدتين: «رب اغفر لي، رب اغفر لي»، رواه النسائي عن حذيفة، ويقول: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني»، رواه الترمذي (٢٨٤) عن ابن عباس، واجبرني أصله من جبر الكسر، فيشمل طلب جبر الكسر الحسي والمعنوي، وقد أثبت هذا الدعاء أو بعضه زروق، وعمر بن سداق، والنفراوي، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>