للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٢٤ - «وأقرب العلماء إلى الله تعالى وأولاهم به أكثرهم له خشية وفيما عنده رغبة والعلم دليل الخيرات وقائد إليها».

قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (٢٨)[فاطر: ٢٨]، فحصر الخشية فيهم، فمن لم يخش الله تعالى فإن علمه لم يجاوز لسانه، وإنما شرف العلم لأنه وسيلة إلى معرفة الله، ومعرفة أمره ونهيه ليمتثلا طمعا في رحمته، وخوفا من بطشه وانتقامه، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: «إياكم والمنافق العليم قالوا: وكيف يكون المنافق عليما»؟، قال: «عليم اللسان، جاهل القلب والعمل»، وكان السلف يقولون: «اتقوا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون».

أما أن العلم دليل إلى الخيرات كما ذكر؛ فلأنه لا سبيل إلى معرفتها إلا به، ولذلك جاء في الحديث: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله طريقا من طرق الجنة … الحديث، رواه أحمد والأربعة عن أبي الدرداء.

لكن هذا إنما يحصل لمن انتفعوا بالعلم ممن بلغ قلوبهم، وزكى نفوسهم، وامتلك عليهم عواطفهم، فغدا لهم رائدا قائدا، ووازعا رادعا، وقد قال النبي : «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع»، رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمرو، ورواه غيرهما عن غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>