١٠ - «غير أنك لا تفترش ذراعيك في الأرض، ولا تضم عضديك إلى جنبيك، ولكن تجنح بهما تجنيحا وسطا، وتكون رجلاك في سجودك قائمتين، وبطون إبهاميهما إلى الأرض».
افتراش الذراعين أن يبسطهما على الأرض، وهو منهي عنه، لقوله ﷺ:«اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب»، متفق عليه من حديث أنس، وانظر سنن أبي داود (٨٩٧)، ورواه الترمذي (٢٧٥) عن جابر، وقال:«حسن صحيح»، وفي المدونة:«أكره أن يفترش الرجل ذراعيه في السجود».
وفي حديث مالك بن بحينة الصحيح خ/ (٨٠٧) أنه ﷺ كان إذا صلى فرج يديه حتى يبدو بياض إبطيه»، وهذا صالح للركوع والسجود، إذ لم يخص واحدا منهما، قال ابن العربي في (العارضة ٢/ ٦١): «وهو أكمل في الهيئة، وأشد في التكليف، وكثير من الناس يغفلون عنه، فيلصقون أعضاءهم بأجسامهم»، أقول وكثير من الناس يبالغون فيه فيتجاوزون الحد المطلوب، ويكادون يلصقون بطونهم بالأرض، وقد نبه المؤلف إلى التوسط في التجنيج، بحيث لا يبالغ فيه، وَحَده أن لا يحمل بطنه على فخذيه، كما جاء ذلك في رواية أبي داود (٧٣٥) لحديث أبي حميد: «إذا سجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شيء من فخذيه».
ومن المطلوب في السجود أن يمد المصلي ظهره، ويرفع عَجيزته - بفتح العين وكسر الجيم - ويجافي عضديه عن جنبيه، دل على ذلك حديث ميمونة عند مسلم (٤٩٦) قالت: «كان النبي ﷺ إذا سجد لو شاءت بهمة أن تمر بين يديه لمرت»، والبهمة بفتح الباء وسكون الهاء جمعها بهم بضمها صغار الغنم مطلقا، ومرور البهمة لا يكون مع شدة الانبساط في التمدد، وقد نبه مالك إلى هذا التوسط في التجنيح، ففي المدونة قلت لابن