شَعَائِرِ اللَّهِ﴾، أبدأ بما بدأ الله به»، فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال:«لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بعد ذلك، فقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه؛ رمل في بطن الوادي، حتى إذا صعدنا مشى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا … »، تأمل كيف تلا النبي ﷺ آية السعي بين الصفا والمروة في بداية سعيه كما تلا آية الصلاة في مقام إبراهيم قبل صلاته خلفه، ولعل ذلك ليحمل الحاج والمعتمر نفسه على كمال التسليم لله في اشتراع هذه العبادات، وحتى لا يقيس عليها غيرها برأيه كما يفعل الذين توسعوا في التبرك بالآثار ففتحوا أبوابا خطيرة على الناس في عقائدهم والله الهادي، ومما جاء في الخبب في السعي قول النبي ﷺ:«لا يقطع الأبطح إلا شدا»، رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني وهو في الصحيحة برقم (٢٤٣٧).
أما أن السعي سبعة أشواط؛ فلحديث ابن عمر في البخاري (١٦٤٥) وغيره وفيه قصة، قال قدم النبي ﷺ فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة سبعا،،،»، فالذهاب شوط، والرجوع شوط، مع أربع وقفات على الصفا، وأربع على المروة.
وللسعي في المذهب شروط وسنن ومستحبات، فأما الشروط؛ فأولها الترتيب بينه وبين الطواف في الفعل، فلو بدأ بالسعي؛ رجع فطاف وأعاد السعي، والثاني الموالاة، فإن طال حتى صار كالتارك؛ استأنف سعيه، فإن احتاج إلى الوضوء؛ توضأ وبنى بخلاف الطواف على المشهور كما تقدم، وإن أقيمت عليه الصلاة تمادى إلا أن يخاف خروج الوقت، هكذا تجده في الشروح القديمة، لأن المسعي كان حينها خارج المسجد، فرأوا أن الساعي لبعده عن المسجد الحرام؛ غير مطالب بقطع طوافه لأجل صلاة الجماعة، كما هو شأن الطواف، أما اليوم فالمسعى داخل المسجد، وهذا الموجود في الكتب للعلة التي ذكرتها حمل بعض من اطلع عليه في حج عام (١٤٢٨) أن يأمر مرافقيه بالاستمرار في السعي بعد أقيمت الصلاة، والحال أنهم لا يتمكنون من ذلك كيف والصفوف قد أوقف لأجلها