المسعى في المسجد ازدادت المسافة الفاصلة بينهما، وازدادت الآن أكثر بعد الشروع في توسيع المسعى إلى الشرق سنة (١٤٢٨)، وقد أثار ذلك خلافا بين العلماء ما عرف عنهم من قبل، وهو الآن من أبعد الأبواب عن ركن الحجر الأسود، وليأت الداخل إلى المسجد بالذكر المشروع، وهو:«اللهم صل على محمد وسلم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك»، ويقدم رجله اليمنى في دخوله كما يفعل في بقية المساجد.
ولم ير مالك ﵀ رفع اليدين عند رؤية بيت الله الحرام، لكنه في مصنف ابن أبي شيبة عن ابن عباس ﵄، وصححه الألباني، وجاء ذلك عن بعض الأئمة كأحمد وابن المبارك والثوري وابن راهويه، ذكرهم الخطابي في المعالم (٢/ ١٩١)، ومما جاء في ذلك دعاء عمر بقوله كما في المصنف المذكور (١٥٩٨٥): «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام»، ولم يثبت حديث رفع اليدين ولا دعاء «اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حج أو اعتمر تشريفا وتعظيما»، وليحذر أن يقف لأجل ذلك، فيتسبب في الزحام وإذاية الناس، وهذا الذي ثبت عن السلف لا يعارض بما رواه أبو داود (١٨٧٠) والترمذي (٨٥٥) عن المهاجر المكي أن جابر بن عبد الله سئل: أيرفع الرجل يديه إذا رأى البيت؟، فقال:«حججنا مع النبي ﷺ أفكنا نفعله: رفع اليدين عند رؤية البيت»، لأنه حديث ضعيف، وفي سنن أبي داود (١٨٧٠) جعله من فعل اليهود، ولك أن تسأل عن علاقة اليهود بالكعبة، إلا أن يكون المراد أنهم هم الذين يفعلون ذلك بما يعظمونه من المزارات.