١٩ - «وقال مالك: وأكره أن يرفع في النسبة فيما قبل الإسلام من الآباء».
إذا رفع المرء نسبه إلى ما قبل الإسلام أو إلى أجداده الكفار يفتخر بذلك فهذا لا شك في تحريمه، لأنه من الاعتزاز بأهل الشرك، والافتخار بأهله، لأن الفخر بالدين لا بالكفر كما قال التتائي ﵀.
قلت: الفخر مذموم، لقول النبي ﷺ:«إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد»، رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة عن عياض بن حِمار، وقل النبي ﷺ:«أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي سعيد وغيرهما عن غيره، ومعنى قوله:«ولا فخر»؛ ولست أفخر بهذا الذي قلته، لأنه حق ينبغي أن يعلم، لا كما قال بعض أهل العلم ولعله الخطابي ﵀ إن معناه ولا فخر أعظم من هذا، وإن كان ذلك حقا لكن لا يقوله النبي ﵌، فما ذا يقول الذين يسمون أولادهم بأسماء الكفار كيوغرطا وماسينيسا وغيرهما؟.