للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

١٢٣ - «ولا قراءة القرآن باللحون المرجعة كترجيع الغناء وليجل كتاب الله العزيز أن يتلى إلا بسكينة ووقار وما يوقن أن الله يرضى به ويقرب منه مع إحضار الفهم لذلك».

رحم الله ابن أبي زيد حيث جمع بين ذكر تحريم الغناء والملاهي، والمنع من قراءة القرآن باللحون المرجعة، ولا ريب أن من اشتغل بالغناء لم يشتغل بالقرآن، فإن الغناء يصد عن القرآن، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وكيف يجتمع في قلب واحد داعي الرحمن، وداعي الشيطان، ولهذا جمع الله الكلام عليهما في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٧)[لقمان: ٦ - ٧]، وقوله ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾، وقوله: ﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (٦١)[النجم: ٥٩ - ٦١]، أي فرحون بأنفسكم تتغنون بالأغاني لقلة الاكتراث بما تسمعون من القرآن.

فقراءة القرآن باللحون المرجعة وكذلك سماعه من المحرمات، واللحون والألحان جمع لحن؛ هو الصوت المطرب، قال في القاموس: «اللحن من الأصوات المصوغة الموضوعة، جمعه ألحان ولحون، ولَحَّن في قراءته طرب فيها»، انتهى، والترجيع الترديد في الصوت، وتكرير الحرف في النطق لتحسينه، قال في لسان العرب: «رجع الرجل وترجع؛ ردد صوته في قراءة أو أذان أو غناء أو زمر أو غير ذلك مما يترنم به»، انتهى، والترجيع الوارد في قراءة النبي يوم الفتح قال عنه ابن الأثير : «وقد حكى عبد الله بن مغفل ترجيعه بمد الصوت في القراءة نحو آء آء آء، وهذا إنما حصل منه والله أعلم يوم الفتح لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>