أفعال عباده، فلا يخفى عليه شيء حتى إذا علمه عجب منه كما هو شأن البشر، لكن النبي ﷺ أثبت له ذلك وهو أعلم الناس به، فنثبته له من غير تكييف ولاتمثيل، والشظية؛ بفتح الشين، وكسر الظاء، وتشديد الياء، وجمعها شظايا؛ القطعة المرتفعة في رأس الجبل.
وقد بين المؤلف أن الإقامة آكد للمنفرد من الأذان، وهذا حق، لأنها لا خلاف في مشروعيتها للمنفرد وللجماعة كيفما كانت، وهي في المذهب من السنن، وقد جاء الأمر بها في حديث المخطئ في صلاته، فدل ذلك على وجوبها في حق الذكر والأنثى حيث لا دليل على التفريق بينهما، وقد ذهب ابن كنانة إلى وجوبها وبطلان صلاة تاركها عمدا، وهو في النوادر، لكن لا تلازم بين الوجوب والبطلان ومراد المؤلف بما ذكره عن المرأة نزول درجة المطلوبية، فالإقامة في حقها مستحبة، وليس هي كالذكر فيها، وقد صح عن ابن عمر ﵄ موقوفا قوله:«ليس على النساء أذان ولا إقامة»، رواه البيهقي كما في التلخيص الحبير (ح/ ٣٠١)، وهذا والله أعلم لا يدل على عدم الطلب، بل ينفي الوجوب، بدليل جمع الإقامة مع الأذان، وهكذا كلمة على، وقد ورد أن عائشة -رضي الله تعالى عنها- كانت تؤذن وتقيم، ذكره ابن حزم في (المحلى ٣/ ١٢٩) عن طاوس، ومن أحاديث المسألة قول النبي ﷺ: «اجعل بين أذانك وإقامتك نفسا قد رما يقضي المعتصر حاجته في مهل، وقدرما يفرغ الأكل طعامه فب مهل «وهو الصحيحة برقم (٨٨٧).