٢٢ - «ويستحب بإثر صلاة الصبح التمادي في الذكر والاستغفار والتسبيح والدعاء إلى طلوع الشمس، أو قرب طلوعها، وليس بواجب».
هذا القدر بعد صلاة الصبح زائد على المعتاد في أدبار الصلوات الأخرى، ويحصل بالأذكار المشروعة من التسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة والاستغفار وقراءة القرآن، ويدل على فضيلة ما ذكر ما رواه الترمذي (٥٨٦) وحسنه عن أنس ابن مالك قال، قال رسول الله ﷺ:«من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين؛ كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة»، ولا يقاس فضل الله تعالى بحساب البشر، فإن خزائن كل شيء عنده، وفضله يؤتيه من يشاء، وقد روى الطبراني عن أبي أمامة قال، قال رسول الله ﷺ:«من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فصلى ركعتين، انقلب بأجر حجة وعمرة»، وإسناده جيد كما قال المنذري.
وكان هذا شأن النبي ﷺ وصحبه، فقد روى مسلم (٦٧٠) وأبو داود والترمذي (٥٨٥) عن سماك بن حرب، قال قلت لجابر بن سمرة:«أ كنت تجالس رسول الله ﷺ؟، قال: «نعم، كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم رسول الله ﷺ»، وقد روى مسلم بعد الحديث المتقدم حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:«أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها»، وحيث إن المساجد خير البقاع؛ فليقض المؤمن فيها وقته الذي لا يحتاج إلى صرفه في مصالح دنياه، أو مصالح دينه مما يكون خارجه.