العورة جمعها عورات فيها هي سوأة الإنسان وكل ما يستحيا منه، فيها معنى الخلل والنقص والعيب، وتكون في الثغر بحيث يتمكن العدو من الدخول منه لفجوة فيه، أو في حراسته، وقال الله تعالى: ﴿يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (١٣)﴾ [الأحزاب: ١٣]، وهي السوأة لأن ظهورها من الإنسان يسوؤه، أو يسوء غيره، وقد ربط بروزها من الإنسان بأول معصية ارتكبها، وتفطن المرء لسترها كان بداية عمارة الأرض، ومن مظاهر خراب هذا العالم كشفها، وهذا حال العصر الذي نحن فيه، فقد كثر فيه العري، ولاسيما عري النساء الكاسيات العاريات.
والأمر بستر العورة للإيجاب مع الناس غير الزوجة، وخير للمرء أن لا ترى امرأته منه ولا يرى منها، فقد جاء ذلك عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها-، وكذا في الصلاة ولو خاليا من غير خلاف، والظاهر أن سترها لازم في غير الصلاة أيضا إن لم تدع لذلك حاجة في حال خلو المرء بنفسه كما في حديث بهز بن حكيم الآتي، والمشهور في المذهب استحباب ذلك.
وقد قال زروق ﵀:«ولا خلاف أن السوأتين عورة يجب سترهما، ويحرم النظر إليهما، وما فوقهما وما تحتهما حريم لهما إلى السرة والركبة»، انتهى، وعورة الرجل من ركبته إلى سرته، وهذا خارج الصلاة، وعورة المرأة ما عدا وجهها وكفيها في الصلاة، أما خارج الصلاة مع غير زوجها ومحرمها فقيل جميع جسدها، وقيل كالصلاة، أما مع المحارم والنساء فما عدا الرأس والأطراف.
وقد روى أحمد وأصحاب السنن عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال، قلت يا رسول الله:«عوراتنا ما نأتي منها وما نذر»؟، قال:«احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك»، قلت:«فإذا كان القوم بعضهم في بعض»؟، قال:«إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها»، قلت:«فإذا كان أحدنا خاليا»؟، قال:«فالله أحق أن يستحيى منه»، وقوله: