للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: ٥٩].

قد يكون النبيء في وقت غير مأمور بالتبليغ، فتكون النبوة تمهيدا للرسالة، كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الثلاثة الأصول: إن نبينا قد نبئ بقوله تعالى: «اقرأ»، وأرسل بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢)[المدثر: ١ - ٢]، ويمكن أن يستدل لسبق النبوة على الرسالة بقوله تعالى: ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦)[الزخرف: ٦]، وبقوله في دعاء النوم من حديث البراء بن عازب: «آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت» (١).

لكن قولهم في النبي أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، بتعين أن يراد به الأمر الخاص، وهو المصحوب بالإنذار والتبشير، ولا يصح أن يكون المراد أنه لا يبلغ، فإن العالم بالحق يجب عليه بيانه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكيف بالنبي؟.

وقد اختلف في عدد الأنبياء هل هو معروف أولا، ومن حصر عددهم في مائة وأربعة وعشرين ألفا المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر أوخمسة عشر؛ اعتمد على ما في حديث أبي ذر قال: «قلت يا رسول الله كم الأنبياء؟، قال: «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا»، قلت يا رسول الله كم الرسل؟، قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير»، قلت: يا رسول الله: من كان أولهم؟، قال: آدم»، نسبه ابن كثير لابن مردويه في التفسير، لكن فيه إبراهيم بن هشام، وقد عد ابن الجوزي الحديث في الموضوعات، وأباه عليه الحافظ ابن حجر وغيره، وقال الألباني : «وجملة القول إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح لذاته، وأن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه وفي حديث أبي ذر من ثلاث طرق فهو صحيح لغيره» (٢)، انتهى، فيكون عدد الرسل بناء عليه ثلاثمائة وخمسة عشر، وعدد الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا، والله أعلم.

وأولو العزم من الرسل خمسة، هم المذكورون في موضعين من القرآن، قال تعالى:


(١) متفق عليه: البخاري (٢٤٧)، ومسلم (٢٧١٠).
(٢) انظر «الصحيحة» للألباني الحديث قم (٢٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>