والجل بكسر الجيم الكثير، ومن دعائه فيه:«أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»، روياه أيضا عن عائشة، (د/ ٨٧٩)، وفيه الاستعاذة بصفات الله تعالى كالرضا والمعافاة، وفيه الاستعاذة بصفات الله وبصفاته كالرضا والمعافاة، ولهذا لم يحد أهل المذهب في الذِّكْر والدعاء في الركوع والسجود شيئا، لكن يظهر أن للمكلف أن يتخير من الدعاء النبوي ما يراه، بعد قوله في الركوع سبحان ربي العظيم وترا، وفي السجود سبحان ربي الأعلى كذلك، وقد علمت ما ورد في العدد، والله أعلم.
قال مالك في المجموعة:«ولا بأس أن يدعو في صلاته بحوائج دنياه، وقد كان عندنا رجل يدعو في صلاته، فلا يقول إلا اللهم ارزقني، وهو كثير الدراهم، فلا أحب هذا، وليحتط، وقد دعا الصالحون، فليدع بما دعوا، وبما في القرآن: «ربنا لا تؤاخذنا»، الآية، قيل: أفيدعو في كسوته؟، قال: أيريد أن يذكر السراويل؟!!، ليدع بما دعا الصالحون»، انتهى، وقد كنت أسمع بعض الناس يدعو في صلاته: اللهم أعطني الخبز، اللهم أعطني الماء، وأنا أعرف أنه لا حاجة إليه في ذلك، فأستحسن ما أسمع من حيث إظهاره الفقر والحاجة مع الكفاية، وكنت لا أملك إذا سمعته سوابق العَبرة، ونزول الدمعة، فإن الخلق محتاجون إلى ربهم لا غنى لهم عن نواله طرفة عين، لكن خير الدعاء أجمعه.