للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استعمالها سدا للذريعة، لأنه قد يكون فيهم المنافقون فيتغطون بها لإهانة النبي ، ومِنْ لِيِّ اليهود أن يختلسوا الكلمة فيحذفون منها حرفا كما في قولهم السام بدل السلام، وحنطة بدل حطة، وقد ذمهم الله تعالى على هذا اللي لغير كتاب الله، فكيف بِلَيِّ ألسنتهم لتحريف كلام الله لفظا أو معنى بتأويله وإخراجه عن المراد منه، ومن فعل شيئا من ذلك فهو شبيههم فيه وهو مذموم وليس إيمانه بمانع من ذلك، قال الله تعالى: ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ (٤٦)[النساء: ٤٦].

لكن يقال: إذا علم أن الكافر يقول السلام عليكم من غير لِيٍّ، فهل يشرع أن يقال له وعليكم السلام لزوال المانع منه؟ الجواب: قيل إنه لا يشرع كما تقدم، وقيل يشرع متى زال المانع، وليُنظر زاد المعاد لابن القيم .

<<  <  ج: ص:  >  >>