٣٢ - «وقالت عائشة ﵂: «ما زاد رسول الله ﷺ في رمضان ولا في غيره على اثنتي عشرة ركعة بعدها الوتر».
الذي في الصحيح من حديث عائشة أنه ﷺ لم يزد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، فلعل المؤلف ذكر حديثا آخر لها بالمعنى؛ لأنه صحّ عنها أيضا وعن ابن عباس أنه صلى ثلاث عشرة ركعة، أما باللفظ الذي فيه النفي والاستثناء فلا أعرفه، غير أن الغماري قال في مسالك الدلالة:«رواه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم في حديث طويل»، فالله أعلم.
وأختم هذا الفصل ببعض ما أثر عن مالك ﵀ في صلاة التراويح، وقراءة القرآن، عسى أن يتعظ به من يزعمون أنهم يتبعون مالكا، مع أنهم لا يفتأون يبتدعون ويخترعون، وما قصدت به أن أجعل قول هذا الإمام حجة شرعية بمجرده، ولكل مقام مقال:
- قال مالك ﵀:«والوتر آخر الليل أحب إلي لمن يقوى عليه، ولقد كنت أنا أصلي معهم مرة، فإذا جاء الوتر انصرفت فلم أوتر معهم» المدونة (١/ ١٩٥).
- وقال:«الأمر في رمضان الصلاة، وليس بالقصص بالدعاء، ولكن الصلاة»!!، المدونة (١/ ١٩٤)، وقد علق عليه الطرطوشي بقوله:«فتأملوا رحمكم الله، فقد نهى مالك أن يقص أحد في رمضان بالدعاء، وحكى أن الأمر المعمول به إنما هو الصلاة من غير قصص، ولا دعاء»، وهو في كتاب (فتاوى الإمام الشاطبي)، تحقيق محمد أبي الأجفان.
- وقال:«ليس ختم القرآن في رمضان بسنة للقيام»، قلت: ابتلينا بمن يقرأ من أول القرآن أو من وسطه حتى إذا اقتربت ليلة السابع والعشرين انتقل إلى الأجزاء الأخيرة ليكون (ختمه) في تلك الليلة يوهم الناس بذلك.
- وسئل عن الذي يقرأ القرآن ثم يختمه يدعو، فقال: «ما سمعت أنه يدعى عند ختم