للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن، وما هو من عمل الناس»، فتاوى الإمام الشاطبي، ص (٢٠٧ و ٢٠٨)، والناس يطيلون الدعاء ويتكلفون فيه ويسجعونه ويبكي فيه الناس ما لا يبكون عند سماع القرآن.

- وسئل مالك عن الألحان، فقال: لايعجبني، وأعظم القول فيه، وقال: «إنما هو غناء يتغنون به، ليأخذوا عليه الدراهم»!!، انتهى، المدونة (١/ ١٩٤)، وهذا والله نعيشه أكثر مما كان الأمر عليه في عهد مالك.

- وقال ابن الحاج في كتابه المدخل (٢/ ٣١١): «ولا يزاد في ليلة الختم شيء على ما فعل في أول الشهر، لأنه لم يكن من فعل من مضى، خلاف ما أحدثه بعض الناس اليوم من زيادة وقود القناديل الكثيرة الخارجة عن الحد المشروع، لما فيه من إضاعة المال، والسرف والخيلاء»!!، وقال مثله النفراوي في شرح الرسالة، ولأن وسائل تعظيم الأوقات المعظمة توقيفي كما لا يخفى.

- ومعظم الناس اليوم مفتونون بالأصوات والنغمات في قراءة القرآن، وتحسين الصوت مطلوب مرغوب، ومراعاة الأحكام لا بد منها، لأن الترتيل مأمور به، لكن لا ينبغي أن يصل الأمر إلى التكلف، أو التطريب والتمطيط الذي يخرج القراءة عن الوضع العربي.

وبعد أن كنا نلاحظ بأسف هذا الالتزام لاستعمال مكبرات الصوت للحاجة ولغيرها، انتقلنا إلى طور آخر في الحرص عليها، وهو تعليقها على صدر الإمام، فتعوقه عن وضع إحدى يديه على الأخرى، وعن القبض في موضعه المشروع، ويشغل بالمحافظة على الجهاز حتى لا يسقط، ويراعي أن لا تقع على الخيط ركبتاه حين يجلس، كل ذلك رعاية لتضخيم الصوت.

- ومما يؤسف له أن نسمع من يدخل اصطلاحات الموسيقى في تلاوة كتاب الله تعالى، فقد ذكروا هذا في مسابقة فرسان القرآن الكريم، وقال بعضهم بضرورة مراعاة هذه المقامات، لتكون التلاوة منسجمة، وزعموا أن القارئ إذا ابتدا بمقام؛ تعين عليه أن يختم به، ووجدنا من يدعو إلى عدم تقليد المشارقة في المقامات هذه، بل يتعين مراعاة مقامات البلد!!، وأدخلوا ذلك أيضا في الأذان، فلا كانت مقامات هؤلاء ولا هؤلاء، ثم قالوا هذا خطنا الذي تميزنا به فكتبوا به بعض طبعات المصحف وإن كان يعسر قراءته على كثير من الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>