٤ - «ثم يغمس يديه في الإناء، ويرفعهما غير قابض بهما شيئا، فيخلل بهما أصول شعر رأسه، ثم يغرف بهما الماء على رأسه ثلاث غرفات غاسلا له بهن».
تخليل شعر البدن واجب في الغسل، ومن ذلك شعر الرأس، وإنما خص بالذكر لكونه أكثر شعر البدن حاجة إلى العناية بتخليله لكثافته، والكيفية المذكورة للتخليل، وحثي ثلاث حثيات على الرأس، وردتا في حديث عائشة السابق.
قال ابن حبيب كما في النوادر:«لا أحب أن ينقص عن الثلاث، ولو عم بواحدة؛ زاد الثانية والثالثة»، انتهى.
وقالوا: إن في تخليل أصول شعر الرأس حكمة طبية، وهي تَأَنس الرأس بالماء، فلا يتأذى لانقباض المسام إذا بلت، قاله أبو الحسن في شرحه، وهو شبيه ببل اليد قبل لقي الأذى، وليس في الغسل مما يسن فيه الزيادة على الواحدة غير ما ذكر من غرفات الرأس الثلاثة، وقد قال عياض لم يأت في تكراره شيء، ذكره ابن ناجي.
قلت: قدجاء في تثليث الأعضاء في الغسل حديث عائشة عند النسائي والبهيقي وصحح طريقه الحافظ.